مجلّة رقميّة ومجموعة تضامُن - من وللعاملات والعاملين في المجال الثقافي
تحت القبضة الخانقة للنيوليبرالية، يدخل العمل الثقافي في حالةٍ مُتفاقمة من التزعزع حيث يؤدّي ترسّخ مأسَسَته والأصوات الخادمة لتلك المؤسّسات إلى تعزيز صورة العامل المعزول الناتجة عن الاغتراب المُمنهج. في هذا السياق، يتمّ تسليع العديد من مُبادرات التضامن المُعاصرة واختزالها في خطابات اعتراضية لا تزال عاجزة عن تهديد النظام القائم
يُعبّر فكّ الإرتباط كما نفهمُه عن مواقف استراتيجية ذات أهداف تحويلية قادرة على توطيد أشكال مُستدامة من التضامن بين العاملات/العمّال. بناءً على ذلك، يتجلّى فكّ الإرتباط وفقاً لأساليب منظّمة وواعية تُمهّد لنا مسار التحرّر من سطوة العلاقات المُهيمنة التي تفرضها أجهزة الدولة وجهات أخرى غير حكومية قد أثبتت مراراً وتكراراً مدى استفادتها من تقسيم وإعادة تغليف نضالاتنا المتعدّدة والمترابطة عبر التاريخ
لا تقتصر رؤيتنا لفكّ الإرتباط على ما نسعى جاهدات/ين لفصل أنفسنا عنه بل تتناول بشكل أساسي مجموع التزاماتنا. هنا، يصبح "التعاضُد" أساسي لمفهوم فكّ الإرتباط حيث يشمل كل من التبادل والتعاون كما ويحمل المعنى الدلالي ل"التجمّع ضُدّ". من هنا، نأمل أن نساهم في تعزيز حركات التضامن العالمي ونصرّ على خلق مساحات للتفكير الجماعي نتشاركها مع المجموعات والنقابات والمنظِّمات/المنظِّمين اللواتي/الذين يشاركنَنا/يشاركوننا ارتباطاتنا النسويّة المؤيّدة للإلغاء والمناهِضة للاستعمار والفاشية
:نسعى إلى
أولاً، اتاحة المجال للكتابة بأساليب تختلف عن النماذج المُبهمة والتي غالبًا ما ترتبط بآليات النشر الأكاديمي
ثانيًا، التطرّق إلى مسألة الاغتراب الناتج عن الوضع المادّي الهش الذي نعاني منه كعاملات/عمّال من خلال وضع إستراتيجيات أُمميّة للتنظيم في المجال الثقافي
:عن التمويل
تتكوّن مجموعتنا المموّلة ذاتياً من عاملات/عمّال مستقلّات/مستقلّين وغيرهن/م من الأفراد اللواتي/الذين لا مدخول لهن/م. لذلك، نسعى إلى ضمان استمراريّة المجموعة بدعم من قرّائنا عبر المساهمة المالية الشهرية أو المتقطّعة،
بالإضافة إلى إمكانيّة إقتناء مشترياتنا التي ستُصبح متاحة قريباً على موقعنا
:عن اللّغة والشكل
لا بدّ الإشارة إلى أنّ للّغة محامل استعمارية وتوظيفات رجعية، إلا أنّ إمكانياتها التحرّرية قد تجلّت تكراراً عبر التاريخ. بما أننا نهدف إلى الوصول لأكبر عدد ممكن من العاملات/العمّال في المجال الثقافي، اخترنا العمل باللغتين الإنجليزية والعربية نظرًا لأهمّيتهما الجغرافية-الاجتماعية وتداولهما الواسع
تعتمد مجلّتنا على النصّ المكتوب وتحفّز جوهريًا على الكتابات ذات الشكل الحُرّ. نسعى إلى تشبيك الأفراد معاً وفقًا للاهتمامات والقدرات لذلك نشجّع الكتابة الجماعية مع إتاحة المساحة للكتابة الفردية للواتي/الذين يفضّلن/يفضّلون ذلك. تتضمّن الصيغ المختلفة على سبيل المثال لا الحصر: المقالات الطويلة والقصيرة، والشعر، والقصص المصورة، والسرد الرسائلي، والمقابلات. نحرص على إعادة نشر المواد، بما في ذلك البيانات، إذ نعمل على كسر هيمنة الصورة المتجسّدة
ب "الكاتب العبقري" كما ونفكّك هاجسا الابتكار والتجديد الطاغِيَين
نختم بتأكيدنا على أنّ المعرفة موقع للنضال يستجيب للتغيرات التي تواجهه، وعليه، فإنه يتشكّل اثناءها وعبرها. مع ذلك، بدلًا من الابتعاد عن الفضاء النظري، نحثّ على بناء ثقافة التفكير الجماعي التي تنطلق من ظروفنا المادّية وتسمح لنا باختبار وتطوير وإعادة التفكير بالتزاماتنا النظرية ومُمارساتنا على أرض الواقع